«القطمير» و«الفتيل» و«النقير» من الكلمات التي ورد ذكرها في الآيات
القرآنية، إذ وردت كلمة القطمير مرّة واحدة في قوله تعالى: «وَالَّذِينَ
تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ» (فاطر 13). أما
الفتيل، وردت في القرآن ثلاث مرات في قوله تعالى: «ألم تر إلى الذين يزكّون
أنفسهم بل الله يزكي من يشاء ولا يظلمون فتيلا» (النساء 49)، والآية
القرآنية «قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ
اتَّقَىٰ وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً» ﴿النساء ٧٧﴾، وذكر الله سبحانه
وتعالى في موضوع آخر من القرآن «يوم ندعو كلّ أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه
بيمينه فأولئك يقرأون كتابهم ولا يظلمون فتيلاً» (الإسراء 71).
أما النقير فجاء في القرآن مرّتين في قوله تعالى: «أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَّا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً» (النساء 53)، والمرة الثانية في قوله تعالى: «وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مؤمنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجنةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيراً» ﴿النساء ١٢٤﴾.
غشاء رقيق
عند تفسير هذه الكلمات، يتضح أن القــطمير هي اللفّافة التي توجد على نواة التمر وهي غشاء رقيق، أما الفتـــيل فهو الخيط الرفيع الموجود على شقّ نواة التمر، وأخيراً النقــير، هو النقطة الصغيرة التي تظهر على ظهر نواة التمر في الجهة المقابلة لشقّها الأمامي، وكل هذه الأسماء موجودة في نواة التمر.
المقصود من التعبير بالقطمير، ان المشركين كانوا معترفين بأن الأصنام ليسوا خالقين، وإنما كانوا يقولون إن الله تعالى فوض أمور الأرضيات إلى هذه الأصنام، فأخبر الله تعالى أنهم لا يملكون شيئاً ..
ولو كان مثل القشرة الرقيقة للنواة فضلاً عما فوقها. والمقصود من التعبير بالفتيل، مثل ضربه الله تعالى أن الحساب في الآخرة حينما يحاسب الله خلقه ويجازي الناس الثواب مقابل أعمالهم، فلا يكون هناك ظلم ولا ينقصون من الثواب ولو بمقدار الفتيل الذي يوجد في شق نواة التمر، وكل الآيات التي جاءت فيها كلمة الفتيل، جاءت بهذا المعنى، أي أن الله تعالى لا يظلم هؤلاء الذين يعملون الصالحات من ثواب عملهم.
والمقصود من التعبير بالنقـير في آية النساء «وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مؤمنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيراً» (124)، ومضمونه أن الله تعالى يوفيهم الحساب ولو بقدر هذه النقطة المجوفة الصغيرة في نواة التمر، فهذه الألفاظ الثلاثة تضرب مثلاً للشيء الحقير التافه، والمراد أن الله سبحانه وتعالى لا ينقصهم من الثواب بمقدار هذه الأمور الحقيرة.
المعنى الإجمالي
المعنى الإجمالي ان غير الله لا يملك شيئاً ولو بقدر الغشاء الرقيق الذي يوجد على ظهر نواة التمر، وهذه الآيات كلها تؤكد عدم ظلم ربك للعباد حينما يوفيهم ثوابهم ولو بقدر الخيط الصغير الذي يوجد في شق التمر «وما ربك بظلام للعبيد»، «ووفيت كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون». ومرة وصف الله تعالى حرص الإنسان الشديد، أنه لو كان عنده نصيب من الملك فلن يؤتي أحداً من الناس ولو شيئاً قليلاً بقدر الثقب الذي يوجد على ظهر نواة التمر مقابل شقها.
ما أرشدت إليه هذه الآيات التي فيها النقير والقطمير والفتيل، أولاً الحساب بين الخلائق يوم القيامة يكون موثقاً بالمستندات وكل إنسان يدعى للحساب بكتابه الذي فيه عمله، والأمر الثاني هو الدعوة للناس بأسمائهم وأسماء آبائهم للحديث الشريف «لكل غادر لواء فيقال هذه غدرة فلان ابن فلان». وليس هناك فرحة بعد أهوال الحساب أشد وأغبط للنفس من فرحة تلقّي الكتاب باليمين.
إن الأعمى في الدنيا من كان لا يبصر الحق ولا يهتدي إلى طريق النجاة، أما من كان في هذه الدنيا أعمى عن الحق فهو في الآخرة أعمى «وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً * مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ» (الإسراء97).
"البيان"
أما النقير فجاء في القرآن مرّتين في قوله تعالى: «أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذًا لَّا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً» (النساء 53)، والمرة الثانية في قوله تعالى: «وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مؤمنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجنةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيراً» ﴿النساء ١٢٤﴾.
غشاء رقيق
عند تفسير هذه الكلمات، يتضح أن القــطمير هي اللفّافة التي توجد على نواة التمر وهي غشاء رقيق، أما الفتـــيل فهو الخيط الرفيع الموجود على شقّ نواة التمر، وأخيراً النقــير، هو النقطة الصغيرة التي تظهر على ظهر نواة التمر في الجهة المقابلة لشقّها الأمامي، وكل هذه الأسماء موجودة في نواة التمر.
المقصود من التعبير بالقطمير، ان المشركين كانوا معترفين بأن الأصنام ليسوا خالقين، وإنما كانوا يقولون إن الله تعالى فوض أمور الأرضيات إلى هذه الأصنام، فأخبر الله تعالى أنهم لا يملكون شيئاً ..
ولو كان مثل القشرة الرقيقة للنواة فضلاً عما فوقها. والمقصود من التعبير بالفتيل، مثل ضربه الله تعالى أن الحساب في الآخرة حينما يحاسب الله خلقه ويجازي الناس الثواب مقابل أعمالهم، فلا يكون هناك ظلم ولا ينقصون من الثواب ولو بمقدار الفتيل الذي يوجد في شق نواة التمر، وكل الآيات التي جاءت فيها كلمة الفتيل، جاءت بهذا المعنى، أي أن الله تعالى لا يظلم هؤلاء الذين يعملون الصالحات من ثواب عملهم.
والمقصود من التعبير بالنقـير في آية النساء «وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ وَهُوَ مؤمنٌ فَأُولَٰئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيراً» (124)، ومضمونه أن الله تعالى يوفيهم الحساب ولو بقدر هذه النقطة المجوفة الصغيرة في نواة التمر، فهذه الألفاظ الثلاثة تضرب مثلاً للشيء الحقير التافه، والمراد أن الله سبحانه وتعالى لا ينقصهم من الثواب بمقدار هذه الأمور الحقيرة.
المعنى الإجمالي
المعنى الإجمالي ان غير الله لا يملك شيئاً ولو بقدر الغشاء الرقيق الذي يوجد على ظهر نواة التمر، وهذه الآيات كلها تؤكد عدم ظلم ربك للعباد حينما يوفيهم ثوابهم ولو بقدر الخيط الصغير الذي يوجد في شق التمر «وما ربك بظلام للعبيد»، «ووفيت كل نفس ما عملت وهم لا يظلمون». ومرة وصف الله تعالى حرص الإنسان الشديد، أنه لو كان عنده نصيب من الملك فلن يؤتي أحداً من الناس ولو شيئاً قليلاً بقدر الثقب الذي يوجد على ظهر نواة التمر مقابل شقها.
ما أرشدت إليه هذه الآيات التي فيها النقير والقطمير والفتيل، أولاً الحساب بين الخلائق يوم القيامة يكون موثقاً بالمستندات وكل إنسان يدعى للحساب بكتابه الذي فيه عمله، والأمر الثاني هو الدعوة للناس بأسمائهم وأسماء آبائهم للحديث الشريف «لكل غادر لواء فيقال هذه غدرة فلان ابن فلان». وليس هناك فرحة بعد أهوال الحساب أشد وأغبط للنفس من فرحة تلقّي الكتاب باليمين.
إن الأعمى في الدنيا من كان لا يبصر الحق ولا يهتدي إلى طريق النجاة، أما من كان في هذه الدنيا أعمى عن الحق فهو في الآخرة أعمى «وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً * مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ» (الإسراء97).
"البيان"
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تذكر قول الله تعالى:
(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
*الاراء التي في التعليقات تعبر عن رأي اصحابها ولا تعبر عن رأي مدونة المبدعون