كون ان ديننا الحنيف بدأ بكلمة اقرأ والحض على العلم والبحث العلمي فانني اود ان أضع بين ايديكم بعض الحقائق العلمية حول ماء زمزم .
لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم ماء بئر زمزم فقال : (( إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ )) .
(مسلم عن عبادة بن الصامت في حديث طوبل)
وفي رواية عند البزار بسند صحيح عن أبي ذر رضي الله عنه : (( وَشِفَاءُ سُقْمٍ )) .
(البزار بإسناد صحيح عن صفية)
وعن ابن جريج رحمه الله تعالى قال : سمعت أنه يقال : " خَيْرُ مَاءٍ فِي الأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ ".
(الطبراني في الأوسط والكبير ، ورواته ثقاة)
في بداية هذا الموضوع نورِد النصوص ، ثم نأتي بعد النصوص بالحقائق العلمية التي تصدقونها ، النبي عليه الصلاة والسلام يقول في حديث آخر ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ )) .
(ابن ماجه)
يعني أنه متعدد الفوائد .
وفي حديث آخر عن ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهما مرفوعًا : (( فَإِنْ شَرِبْتَهُ تَسْتَشْفِي بِهِ شَفَاكَ الله ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ مُسْتَعِيذاً بِهِ أَعَاذَكَ اللهُ ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِيَقْطَعَ ظَمَأَكَ قَطَعَهُ اللهُ )) .
(الحاكم في المستدرك (
شرب هذا الماء نوع من العبادة .
وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَالِسًا ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ جِئْتَ ؟ قَالَ : مِنْ زَمْزَمَ ، قَالَ : فَشَرِبْتَ مِنْهَا كَمَا يَنْبَغِي ؟ قَالَ : وَكَيْفَ ؟ قَالَ : إِذَا شَرِبْتَ مِنْهَا فَاسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ ، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ، وَتَنَفَّسْ ثَلَاثًا ، وَتَضَلَّعْ مِنْهَا ، فَإِذَا فَرَغْتَ فَاحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِنَّ رَسُولَ الله عليه الصلاة والسلام قَالَ : (( إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ إِنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونَ مِنْ زَمْزَمَ )) .
(سنن ابن ماجة)
والتضلُّع أن تشرب ملء جوفك ، وأن تبالغ في الشرب من هذا الماء ، طبعاً من خلال هذه الأحاديث وكلام النبي عليه الصلاة والسلام ، وكما تعلم كلامه أمر ، فالنبي في عقيدة المسلم معصوم بمفرده ، فكل أقواله وأفعالك وإقراره سنة ، لأن الله عز وجل أمرنا أن نأخذ عنه كل شيء
قول النبي عليه السلام ، وفعله ، وإقراره سنة ، ينبغي أن تطبق ، ذلك لأن الله عصمه من أن يخطئ في أقواله ، وفي أفعاله ، وفي إقراره ، لو تخيل بعض المتوهمين أنه ليس بمعصوم لكان الأمر بالأخذ منه أمراً بمعصية ، وهناك أناس كثيرون يتطلعون إلى أن نكتفي بالقرآن ، وهم إذا قالوا ذلك فهم يخالفون نص القرآن ، لأن الله أمرنا أن نأخذ عنه .
حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ إِنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونَ مِنْ زَمْزَمَ )) ، ما معنى هذه الكلمة ، التضلُّع ؟
التضلع أن تشرب ملء جوفك من هذا الماء ، وتبالغ في الشرب منه ! هذا المعنى ، على كلٍّ يوجد أدب في شرب ماء زمزم ، فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَالِسًا ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ جِئْتَ ؟ قَالَ : مِنْ زَمْزَمَ ، قَالَ : فَشَرِبْتَ مِنْهَا كَمَا يَنْبَغِي ؟ قَالَ : وَكَيْفَ ؟ قَالَ : إِذَا شَرِبْتَ مِنْهَا فَاسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ ، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ، وَتَنَفَّسْ ثَلَاثًا ، وَتَضَلَّعْ مِنْهَا ، فَإِذَا فَرَغْتَ فَاحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِنَّ رَسُولَ الله عليه الصلاة والسلام قَالَ : (( إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ إِنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونَ مِنْ زَمْزَمَ )) .
(سنن ابن ماجة)
طبعاً تطبيقاً لهذه التوجيهات النبوية لقد حرص الصحابة الكرام والتابعون وكثير من العلماء والعوام على التضلع من ماء زمزم ، ولا سيّما في الذهاب إلى الحج والعمرة ، أي أنْ تملأ الضلوع منه مع استحضار نية معينة عند الشرب منه ، لأن الدعاء مستحب عند الشرب من ماء زمزم ، فزمزم لما شرب له ، وقد روي عن عمرَ بنِ الخطابِ رضي اللهُ عنه أنه كان إذا شرِبَ ماءَ زمزمَ دعا فقال : " اللَّهُمَّ إِنَّي أَشْرَبُه لِظَمأِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ " .
وقد روي عن ابن عباس أنه كان إذا شرب ماء زمزم قال : " اللهم إني أَسْألُكَ عِلْماً نافعاً ، ورِزْقاً وَاسِعاً ، وشِفَاءً مِن كُلِّ دَاءٍ " .
وقد قال بعض العلماء : " مَاءُ زَمْزَمَ سَيِّدُ الْمِيَاهِ ، وَأَشْرَفُهَا ، وَأَجَلُّهَا قَدْراً ، وَأَحَبُّهَا إِلَى النُّفُوسِ ، وَأَغْلاَهَا ثَمَنًا ، وأَنْفَسُهَا عِنْدَ النَّاسِ ، وَهُو هَزْمَةُ جِبْرِيلَ ، وَسُقْيَا اللهِ إِسْمَاعِيلَ " .
(ابن القيم في زاد المعاد)
هذا ما جاء في السنة الصحيحة والحسنة ، فماذا في العلم وتحليلاته الدقيقة عن ماء زمزم ؟
حقائق علمية :
أُجرِيَتْ في عام ألف وتسعمئة وثلاثة وسبعين ، وعام ألف وتسعمئة وثمانين تحاليل كيميائية من قِبَل شركات عالمية وباحثين متخصصين ، فكانت النتائج عجيبة ، حيث إن مياه زمزم خالية تماماً من أي نوع من أنواع الجراثيم المسببة للتلوث ! وتعد المياه معدنية ، طبعاً هناك من يعجب بالمياه المعدنية ، التعريف الدقيق للمياه المعدنية : وتعد المياه معدنية ، ويتهافت الناس على شرائها إذا كانت نسبة أملاح المعادن فيها من مئة وخمسين إلى ثلاثمئة وخمسين مليغرامًا في اللتر ، فهذه مياه معدنية تباع بالقوارير ، أما مياه زمزم فتبلغ نسب المعادن فيها ألفي مليغرام في اللتر ، ومن أبرز هذه الأملاح المعدنية الكالسيوم والصوديوم والمغنيزيوم والبوتاسيوم وغيرها.
المعدن النسبة
الكالسيوم 198
المغنيسيوم 43.7
كلورايد 335
كبريتات 370
الحديد 0.15
حقائق كثيرة حول هذا الماء :
يعد ماء زمزم من أغنى مياه العالم بعنصر الكالسيوم ، إذ تبلغ نسبته فيه مئتي مليغرام في اللتر الواحد ، لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال : (( إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ )) ، (( وَشِفَاءُ سُقْمٍ )) .
تعلمون أن الإنسان يملك هيكلا عظميًّا فيه خاصة اسمها التجدد ، الهدم والإنشاء ، لو أن الإنسان أهمل في بعض خاصيته عنصر الكالسيوم يصاب هذا الهيكل بما يصاب الترقق ، أو لينَ العظام ، وهو مرض خطير ، لو أن عظم الحوض كُسر في إنسان سنه متقدمة لكان طامة كبرى .
فلذلك هذا الماء مبارك ، (( إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ )) ، وقد دلت البحوث الحديثة الصحيحة أن أمراض شرايين القلب التاجية أقل حدوثاً عند الذين يشربون مثل هذه المياه ، لقد صدق النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال : (( وَشِفَاءُ سُقْمٍ )) ، كل كلمة من أقوال النبي عليه السلام . تعني حقيقة علمية توصل العلماء إليها في الوقت المتأخر ، وتعد المياه غازية هاضمة إذا احتوت على ما يزيد على مئتين وخمسين مليغرامًا في اللتر الواحد من البيكربونات ، ومن أشهر المياه الغازية في العالم مياه نبع ( إفيان ) في فرنسا ، إذ تبلغ نسبة البيكربونات فيه ثلاثمئة وسبعة وخمسين مليغرامًا في اللتر .
الآن دقق : أما ماء زمزم فنسبة البيكربونات فيه ثلاثمئة وستة وستون مليغرامًا في اللتر الواحد ، فهو أعلى نسبة بيكربونات في مياه العالم ، مياه زمزم ، لقد صدق النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال : (( مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ )) .
: يذكر بعض علماء الطب في كتاب طبع عام ألف وتسعمئة وخمسة وتسعين أن المياه المعدنية تفيد في علاج كثير من أمراض الروماتيزم ، وزيادة حموضة المعدة ، والإسهال المزمن ، وعسر الهضم ، وهي ذات تأثير مدرّ ، ومليّن ، ومرمِّم لنقص المعادن في الجسم ، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال : (( فَإِنْ شَرِبْتَهُ تَسْتَشْفِي بِهِ شَفَاكَ الله ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ مُسْتَعِيذاً بِهِ أَعَاذَكَ اللهُ ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِيَقْطَعَ ظَمَأَكَ قَطَعَهُ اللهُ )) .
لكن لماذا يعدّ شرب هذا الماء عبادة ؟
إنه مالح نوع ما ، الإنسان يتوقُ لشرب الماء العذب الزلال ، في هذا الماء بعض الملوحة ، لذلك ماء زمزم ليس عذباً حلواً ، بل يميل إلى الملوحة ، وإن الإنسان لا يشرب من هذا الماء الذي يميل للملوحة إلا إيماناً بما فيه من البركة ، فيكون التضلع منه دليلاً على الإيمان .
لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم ماء بئر زمزم فقال : (( إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ ، إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ )) .
(مسلم عن عبادة بن الصامت في حديث طوبل)
وفي رواية عند البزار بسند صحيح عن أبي ذر رضي الله عنه : (( وَشِفَاءُ سُقْمٍ )) .
(البزار بإسناد صحيح عن صفية)
وعن ابن جريج رحمه الله تعالى قال : سمعت أنه يقال : " خَيْرُ مَاءٍ فِي الأَرْضِ مَاءُ زَمْزَمَ ".
(الطبراني في الأوسط والكبير ، ورواته ثقاة)
في بداية هذا الموضوع نورِد النصوص ، ثم نأتي بعد النصوص بالحقائق العلمية التي تصدقونها ، النبي عليه الصلاة والسلام يقول في حديث آخر ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (( مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ )) .
(ابن ماجه)
يعني أنه متعدد الفوائد .
وفي حديث آخر عن ابنِ عباسٍ رضي اللهُ عنهما مرفوعًا : (( فَإِنْ شَرِبْتَهُ تَسْتَشْفِي بِهِ شَفَاكَ الله ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ مُسْتَعِيذاً بِهِ أَعَاذَكَ اللهُ ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِيَقْطَعَ ظَمَأَكَ قَطَعَهُ اللهُ )) .
(الحاكم في المستدرك (
شرب هذا الماء نوع من العبادة .
وعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَالِسًا ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ جِئْتَ ؟ قَالَ : مِنْ زَمْزَمَ ، قَالَ : فَشَرِبْتَ مِنْهَا كَمَا يَنْبَغِي ؟ قَالَ : وَكَيْفَ ؟ قَالَ : إِذَا شَرِبْتَ مِنْهَا فَاسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ ، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ، وَتَنَفَّسْ ثَلَاثًا ، وَتَضَلَّعْ مِنْهَا ، فَإِذَا فَرَغْتَ فَاحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِنَّ رَسُولَ الله عليه الصلاة والسلام قَالَ : (( إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ إِنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونَ مِنْ زَمْزَمَ )) .
(سنن ابن ماجة)
والتضلُّع أن تشرب ملء جوفك ، وأن تبالغ في الشرب من هذا الماء ، طبعاً من خلال هذه الأحاديث وكلام النبي عليه الصلاة والسلام ، وكما تعلم كلامه أمر ، فالنبي في عقيدة المسلم معصوم بمفرده ، فكل أقواله وأفعالك وإقراره سنة ، لأن الله عز وجل أمرنا أن نأخذ عنه كل شيء
قول النبي عليه السلام ، وفعله ، وإقراره سنة ، ينبغي أن تطبق ، ذلك لأن الله عصمه من أن يخطئ في أقواله ، وفي أفعاله ، وفي إقراره ، لو تخيل بعض المتوهمين أنه ليس بمعصوم لكان الأمر بالأخذ منه أمراً بمعصية ، وهناك أناس كثيرون يتطلعون إلى أن نكتفي بالقرآن ، وهم إذا قالوا ذلك فهم يخالفون نص القرآن ، لأن الله أمرنا أن نأخذ عنه .
حديث النبي صلى الله عليه وسلم : (( إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ إِنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونَ مِنْ زَمْزَمَ )) ، ما معنى هذه الكلمة ، التضلُّع ؟
التضلع أن تشرب ملء جوفك من هذا الماء ، وتبالغ في الشرب منه ! هذا المعنى ، على كلٍّ يوجد أدب في شرب ماء زمزم ، فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ جَالِسًا ، فَجَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ جِئْتَ ؟ قَالَ : مِنْ زَمْزَمَ ، قَالَ : فَشَرِبْتَ مِنْهَا كَمَا يَنْبَغِي ؟ قَالَ : وَكَيْفَ ؟ قَالَ : إِذَا شَرِبْتَ مِنْهَا فَاسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ ، وَاذْكُرْ اسْمَ اللَّهِ ، وَتَنَفَّسْ ثَلَاثًا ، وَتَضَلَّعْ مِنْهَا ، فَإِذَا فَرَغْتَ فَاحْمَدِ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِنَّ رَسُولَ الله عليه الصلاة والسلام قَالَ : (( إِنَّ آيَةَ مَا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْمُنَافِقِينَ إِنَّهُمْ لَا يَتَضَلَّعُونَ مِنْ زَمْزَمَ )) .
(سنن ابن ماجة)
طبعاً تطبيقاً لهذه التوجيهات النبوية لقد حرص الصحابة الكرام والتابعون وكثير من العلماء والعوام على التضلع من ماء زمزم ، ولا سيّما في الذهاب إلى الحج والعمرة ، أي أنْ تملأ الضلوع منه مع استحضار نية معينة عند الشرب منه ، لأن الدعاء مستحب عند الشرب من ماء زمزم ، فزمزم لما شرب له ، وقد روي عن عمرَ بنِ الخطابِ رضي اللهُ عنه أنه كان إذا شرِبَ ماءَ زمزمَ دعا فقال : " اللَّهُمَّ إِنَّي أَشْرَبُه لِظَمأِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ " .
وقد روي عن ابن عباس أنه كان إذا شرب ماء زمزم قال : " اللهم إني أَسْألُكَ عِلْماً نافعاً ، ورِزْقاً وَاسِعاً ، وشِفَاءً مِن كُلِّ دَاءٍ " .
وقد قال بعض العلماء : " مَاءُ زَمْزَمَ سَيِّدُ الْمِيَاهِ ، وَأَشْرَفُهَا ، وَأَجَلُّهَا قَدْراً ، وَأَحَبُّهَا إِلَى النُّفُوسِ ، وَأَغْلاَهَا ثَمَنًا ، وأَنْفَسُهَا عِنْدَ النَّاسِ ، وَهُو هَزْمَةُ جِبْرِيلَ ، وَسُقْيَا اللهِ إِسْمَاعِيلَ " .
(ابن القيم في زاد المعاد)
هذا ما جاء في السنة الصحيحة والحسنة ، فماذا في العلم وتحليلاته الدقيقة عن ماء زمزم ؟
حقائق علمية :
أُجرِيَتْ في عام ألف وتسعمئة وثلاثة وسبعين ، وعام ألف وتسعمئة وثمانين تحاليل كيميائية من قِبَل شركات عالمية وباحثين متخصصين ، فكانت النتائج عجيبة ، حيث إن مياه زمزم خالية تماماً من أي نوع من أنواع الجراثيم المسببة للتلوث ! وتعد المياه معدنية ، طبعاً هناك من يعجب بالمياه المعدنية ، التعريف الدقيق للمياه المعدنية : وتعد المياه معدنية ، ويتهافت الناس على شرائها إذا كانت نسبة أملاح المعادن فيها من مئة وخمسين إلى ثلاثمئة وخمسين مليغرامًا في اللتر ، فهذه مياه معدنية تباع بالقوارير ، أما مياه زمزم فتبلغ نسب المعادن فيها ألفي مليغرام في اللتر ، ومن أبرز هذه الأملاح المعدنية الكالسيوم والصوديوم والمغنيزيوم والبوتاسيوم وغيرها.
المعدن النسبة
الكالسيوم 198
المغنيسيوم 43.7
كلورايد 335
كبريتات 370
الحديد 0.15
حقائق كثيرة حول هذا الماء :
يعد ماء زمزم من أغنى مياه العالم بعنصر الكالسيوم ، إذ تبلغ نسبته فيه مئتي مليغرام في اللتر الواحد ، لقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال : (( إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ )) ، (( وَشِفَاءُ سُقْمٍ )) .
تعلمون أن الإنسان يملك هيكلا عظميًّا فيه خاصة اسمها التجدد ، الهدم والإنشاء ، لو أن الإنسان أهمل في بعض خاصيته عنصر الكالسيوم يصاب هذا الهيكل بما يصاب الترقق ، أو لينَ العظام ، وهو مرض خطير ، لو أن عظم الحوض كُسر في إنسان سنه متقدمة لكان طامة كبرى .
فلذلك هذا الماء مبارك ، (( إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ )) ، وقد دلت البحوث الحديثة الصحيحة أن أمراض شرايين القلب التاجية أقل حدوثاً عند الذين يشربون مثل هذه المياه ، لقد صدق النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال : (( وَشِفَاءُ سُقْمٍ )) ، كل كلمة من أقوال النبي عليه السلام . تعني حقيقة علمية توصل العلماء إليها في الوقت المتأخر ، وتعد المياه غازية هاضمة إذا احتوت على ما يزيد على مئتين وخمسين مليغرامًا في اللتر الواحد من البيكربونات ، ومن أشهر المياه الغازية في العالم مياه نبع ( إفيان ) في فرنسا ، إذ تبلغ نسبة البيكربونات فيه ثلاثمئة وسبعة وخمسين مليغرامًا في اللتر .
الآن دقق : أما ماء زمزم فنسبة البيكربونات فيه ثلاثمئة وستة وستون مليغرامًا في اللتر الواحد ، فهو أعلى نسبة بيكربونات في مياه العالم ، مياه زمزم ، لقد صدق النبي عليه الصلاة والسلام حينما قال : (( مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ )) .
: يذكر بعض علماء الطب في كتاب طبع عام ألف وتسعمئة وخمسة وتسعين أن المياه المعدنية تفيد في علاج كثير من أمراض الروماتيزم ، وزيادة حموضة المعدة ، والإسهال المزمن ، وعسر الهضم ، وهي ذات تأثير مدرّ ، ومليّن ، ومرمِّم لنقص المعادن في الجسم ، وقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما قال : (( فَإِنْ شَرِبْتَهُ تَسْتَشْفِي بِهِ شَفَاكَ الله ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ مُسْتَعِيذاً بِهِ أَعَاذَكَ اللهُ ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِيَقْطَعَ ظَمَأَكَ قَطَعَهُ اللهُ )) .
لكن لماذا يعدّ شرب هذا الماء عبادة ؟
إنه مالح نوع ما ، الإنسان يتوقُ لشرب الماء العذب الزلال ، في هذا الماء بعض الملوحة ، لذلك ماء زمزم ليس عذباً حلواً ، بل يميل إلى الملوحة ، وإن الإنسان لا يشرب من هذا الماء الذي يميل للملوحة إلا إيماناً بما فيه من البركة ، فيكون التضلع منه دليلاً على الإيمان .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
تذكر قول الله تعالى:
(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)
*الاراء التي في التعليقات تعبر عن رأي اصحابها ولا تعبر عن رأي مدونة المبدعون