الصفحات

اعلان الهيدر

الرئيسية " إيماناً واحتساباًَ " كلمة سر تحمل مفتاح بوابة الخيرات والفضائل والفوز بغفران ما تقدم من ذنوبنا ..

" إيماناً واحتساباًَ " كلمة سر تحمل مفتاح بوابة الخيرات والفضائل والفوز بغفران ما تقدم من ذنوبنا ..

" إيماناً واحتساباًَ " كلمة سر تحمل مفتاح بوابة الخيرات والفضائل والفوز بغفران ما تقدم من ذنوبنا ..




 بسام العريان-(من صام رمضان إيماناً واحتساباًَ غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) كلنا نسمع هذا الحديث النبوي الشريف  لكن هل تظنون أن غفران ما تقدم من ذنوبنا يكون بالشئ السهل الهين الذي يحصّله أي أحد أو يفوز به ؟؟
شهر رمضان شهر اختبار و سباق يتسابق فيه العباد ليُروا الله من أنفسهم خيرا ...
اقرأ الحديث مرة آخرى..
ستجد أن هناك كلمة سر! ..هي مفتاح بوابة الخيرات والفضائل والفوز بغفران ما تقدم من ذنوبنا..
أنها كلمة "إيمانا وإحتسابا"  فما معنى "إيمانا" ؟؟
نذكر في الحديث النبوي "بني الإسلام على خمس"  منها "صيام رمضان"
فنحن نصوم امتثالا لأمر الله عز وجل في كتابه الكريم:
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "
ونصوم طاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالتبعية لطاعتنا لله "من صام رمضان إيمانا واحتسابا.."
أما "إحتسابا" ... فلنا معها وقفة طويـــلة!
أولا ما معنى احتسابا؟ احتسابا ببساطة يعني "النية"
أن تنوي وتستحضر في قلبكِ ثواب العمل الصالح الذي ترجوه من الله عند القيام به .. فتتشجع نفسك و يتطلع قلبك حتى ينال هذا الثواب العظيم من وراء العمل.

هذه النية هي السر !!
وهي التي تتفاوت بها منازل العباد عند الله قال الله تعالى:
"وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا"
وقال سبحانه وتعالى:
"وَمَن يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ"

من فوائد الاحتساب:
1- امتثال لأمر الله و متابعة لرسول
2- يزكّي العمل فيتضاعف رصيد الإيمان والحسنات
يعني سبب أني أستشعر لذة الطاعة في العمل ليس مجرد حاجة روتينية تعمل ونظام "عدي يا ليلة"
3- سبب للاخلاص والبعد عن شبهة الرياء فلا تريد من أحد جزاءا ولا شكورا
لأن النية محلها القلب...فمن يطلع على القلب غير الله؟
4- من علامات حسن الظن بالله
فأنا أعمل العمل الصالح وأنا أحسن الظن بربي الكريــم أنه سيقبل عملي مع تقصيري وجهدي
5- سبب لتقوية العزم
فحتى لو كسلت في وسط العمل فمجرد ما اتذكر الثواب والأجر أرجع أنشط مرة اخرى
6- المداومة على الاحتساب تجعل الحياة كلها طاعات (تحويل العادة إلى عبادة)
فجميعنا نصوم رمضان "كباقي الناس في كل عام لكن العاقل من يستفيد من كل لحظة فيه فيحتسبها طاعة فهو هكذا هكذا سيعمل العمل .. لكن لو" احتسب النية "هنا أخذ الثواب على حسب عدد النوايا التي عددها في العمل الواحد
7- بالاحتساب توهب لك أعمالك عند طروء عذر شرعي منعك من القيام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" إذا مرض العبد أو سافر كُتب له مثل ما كان يعمل صحيحا مقيما"
سبحان الله الكريـــــــم!
8- الاحتساب يزيد العبد رفعة عند ربه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لسعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:
"إنَّك لن تخلف عملا تبتغي به وجه الله إلا ازددت به درجة و رفعة"
" ايمانا و احتسابا " ..
جاء في فتح الباري والمراد بـِ " الإيمان " : الاعتقاد بحق فرضية صومه ، و المراد بـِ " الاحتساب " طلب الثواب من الله تعالى .

وقال الخطابي " احتسابا " : أي عزيمة ، وهو أن يصومه على معنى الرغبة في ثوابه طيبة نفسه بذلك غير كارهة له ، ولا مستثقلة لصيامه ولا مستطيلة لأيامه و قوله :
" ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه" ، زاد الإمام أحمد من طريق آخر للحديث :" وما تأخر " (4/ 115)
وفي مثل هذا يقول ابن الجوزي : قوله صلى الله عليه وسلم : " إيمانا و احتسابا " أي تصديقا بالمعبود الآمر له ، وعلما بفضيلة القيام ووجوب الصيام ، وخوفا من عقاب تركه ، ومحتسبا جزيل أجره ، وهذه صفة المؤمن.

وزاد على ذلك ابن بطال :
قوله عليه الصلاة والسلام : ( إيمانا ) ؛ يريد تصديقا بفرضه وبالثواب من الله تعالى ؛ على صيامه وقيامه، وقوله: ( احتسابا ) ؛ يريد بذلك يحتسب الثواب على الله تعالى ، وينوى بصيامه وجه الله تعالى ، وهذا الحديث دليل بيِّن على أن الأعمال الصالحة لا تزكو ولا تتقبل ؛ إلا مع الايمان و الاحتساب و الإخلاص و صدق النيات والله أعلم
ومن لطائف هذا الحديث :
أنّ المعَوَّل على القبول لا على الاجتهاد وحده ، بل بـ "بـر القلوب " معه ، فرُب قائم حظه من قيامه السهر ، وكم من قائم محروم وكم من نائم مرحوم ؛ نام وقلبه ذاكر وذاك قام وقلبه فاجر!
لكنَّ العبد مأمور بالسعي في اكتساب الخيرات والاجتهاد في الأعمال الصالحات.
يقول تعالى: { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى } [الليل: 5، 7]

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

تذكر قول الله تعالى:

(ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد)

*الاراء التي في التعليقات تعبر عن رأي اصحابها ولا تعبر عن رأي مدونة المبدعون

يتم التشغيل بواسطة Blogger.